ألا تحس حبي وهيامي
كان الثلاثة يتمازحون في متنزه الجامعة.......كانت سنا وصديقة العمر داليا تجلسان على الاريكة
الخشبية....وكان وليد يجثو على ركبتيه ارضا يتوسطهما كان يهيم بداليا حبا وعشقا... كما يحب سنا
ويعتبرها أعز صديقة......لم يشعر يوما بما تكنه له سنا من مشاعر تكتمها.. تعاني ماتعاني
لأخفائها ......كانت تراقبه وهي يمد يده بحب لتحتوي كفه كف داليا.... فيضغط عليها بحنان
وكان كأنه يضغط قلب سنا لينزف حزنا...........كانت ترقب عينيه وهما تجولان في جسد
داليا وكانت تخاطبه بصمت .....مالعيتسلم ايدك ياوليد؟......ألا تبصران مافي عيني من شوق لك و
غرام ......ألا ترى أني أكاد أذوب فيك عشقا......كانت سنا تعاني الأمرين فهي لا تستطيع
ترك صديقة العمر ولا تحتمل رؤية من تحب متيما في هواها.......تضحك معهما بظاهر
وقلبها يبكي بحرقة ........لقد أحست بأن وليد هو فارس أحلامها مذ أول يوم التقته... لكنه
للاسف لم يرها بل لفتت انتباهه داليا بحركاتها الطفولية وضجيج مزاحها......اما سنا فكانت
هادئة لا يكاد يسمع لها صوت......في بعض الاحيان كان وليد يشرح لسنا مدى عشقه
وهيامه وكأنه يحمل خنجرا يصول به في احشائها .......وكانت لا تصبر احيانا فتنساب دمعة
من عينيها.....فتشيح بوجهها خوفا من ان يفضح دمعها ماتخفي.....أما حين تعود الى البيت
فتنهمر دموعها بحرقة ......تمسك الصور التي التقطوها للذكرى هم الثلاثة ..لا ترى سوى
وليد تقبله وتتسائل ألا تحس حبي يا حبيبي ...انا اهيم بك وأعشقك...ألا تسمع خفقان قلبي حين
تقترب ...ألا تلاحظ الشوق في عيني...ألا تحس بجسدي ينتفظ حين تلامس يدك يدي صدفة
كان اكثر مايؤلمها هو ماتسرها به داليا.......كانت تقول: أنا استمتع بحب وليد لي لكني لا
أبادله نفس الشعور ولكن لا يضر فحبيب آخر لا ضير منه أنا أحب أن أكون حبيبة لأكثر من
رجل....فذلك يرضي غروري ويشعرني بالزهو........تشعر سنا بالحيرة والألم ماذا تفعل هل
تخبره ......لن يصدقها كما انها لن تتمكن من خيانة صديقة عمرها.......كانت تعيش صراعا
يؤرقها ......وعشقا يؤلمها.
كانت مستلقية على فراشها وكالمعتاد صورته بيدها ودموعها تنساب..... تنبهت لرنين هاتفها
المحمول....أنساب صوته مرتبكا يختلط بدموعه فقد كانت تخنقه العبرات......قال:سنا تعالي
بسرعه تعرضت داليا لحادث سير وهي الآن في المستشفى.....انتفضت كالمجنونة لا تدري
كيف وصلت الى المستشفى.... وجدته يبكي بحرقة ......قال:سنا حبيبة عمري تحتضر أكاد
أموت حزنا........لم تستطع أن تنبس ببنت شفة.....وقفت مذهولة.....صديقتي حبيبيتي
ألى أين؟؟؟؟وحبيبي يبكيها......كان الموقف أكثر مما يحتمل قلبها المتيم بهما فلم تقوى قدميها الصغيرتين
على حملها .....سقطت أرضا مغمى عليها......بعد قليل أفاقت وكفها بين كفيه تبلله الدموع.......قال:سنا قد رحلت
داليا ........رحلت حبيبتنا..........ملأ قلبها الحزن .....ولاح في أفقها الأمل.....مشاعر كريهة متناقضة
فقدها رفيقة العمر..... يضئ شمعة أمل لحبها المتواري في الظلام........شردت ودموعها تنهمر
يشدة......جاء صوته يخترق قلبها:لم يبق لي سواك..... أنت جزء منها أرجوك ابقي معي أنا
بحاجة لك ......ساعديني فألمي فوق ماأحتمل......أمسكت رأسه وضعته على صدرها أبكي
ياوليد...وسأبكي معك..... لكني لن أتخلى عنك..........وفي سرها كانت تتسائل ماهذا القدر لا
يجود علينا بأمل إلا بعد أن يأخذ منا اعزائنا..........لكن ياحبيبي أنا من احببتك حقا وليست
هي .....سأنسيك حزنك وأملأ حياتك سعادة وهنا........فالزمان والقدر حققا املي ولكن
يقسوة شديدة......