هاي أنا بنت من فلسطين حلوة و بيضاء و طويلة أريد التعرف
هاي أنا محمد افتحي يا سوسو
هاي أنا فلان نفسي اكلم فلانة
ما قدرت أنام و سهران مين عاوز يكلمني
هاي انا بموت في مهند ونفسي ييجي عبلدنا
عبر و جمل طويلة عريضة تمر كرسائل عبر شاشات كل القنوات الفضائية لا اعرف حتى كيف يقومون ببعثها، و لا لمن يبعثوها و من هي سوسو و من هو محمد و كيف يلتقيان ؟ يعني لم تعد مواقع الشات كافية للتعارف الذي لا هدف له سوى – كثرة الحكي – الذي لا ينفع في شيء و مضيعة للوقت حتى يصير عند بعض الأشخاص إدمانا فعليا كما حبوب الهلوسة التي لا يمكن لمتعاطيها أن يتحمل عدم تناولها خلال ساعات ، هذا الإدمان الرقمي لم يعد كافيا فقد انتقل إلى إدمانه حتى عبر شبكات الاتصال على المبايلات - شات الهواتف النقالة- و الآن أيضا لم يعد كافيا فقد صار متعة لمشاهدي التلفاز لدرجة أني سمعت أن هناك أصدقاء يجالسون بعضا و يتراسلون عبر القنوات الفضائية فقط لما يشعرون به من متعة في ذلك ، أصبحنا نفتح الشاشة فلا نعرف هل نتابع البرنامج الذي على القناة أم نتابع الرسائل التي تمر في شريط أسفل البرنامج ، بل انك حتى و إن لم تكن ترغب في مشاهدة هذه الرسائل يكفي أن تجلس لمدة ربع ساعة حتى تحس بدوار لأنك دون إدراك منك ترى ذلك الشريط المتحرك و تلك العلامات و الكلمات و إن لم تقراها فأنت تراها لأنك مرغم على ذلك إن أردت إتمام برنامجك .
لست ادري من اخترع المراسلة عبر القنوات و إنما إن اخترعها لصالح الحقيبة المالية لشركات الاتصال و القنوات الفضائية فلا أرى فيها ربحا للمشاهدين غير – زغللة عينيهم- و إضاعة مصروف المراهقين و آباءهم في نفس الوقت.
و بانتظار العودة إلى الحمام الزاجل الذي كان يوصل رسائل مهمة و دون إزعاجنا في شيء أترككم في أمان الله و لنا لقاء بعد عودتي من سفري.
سماح الشرابى