لاول مرة في التاريخ بدأ أصحاب رءوس الاموال والشركات الاستثمارية في ايطاليا وفي خارجها الاستعداد لشراء الآثار والمتاحف والتماثيل التي تشكل جزءا من تاريخ ايطاليا بعد ان اعلنت حكومة 'بيرلسكوني' انها تنوي بيع كل هذه الآثار القديمة التاريخية في مزاد علني لسد العجز الهائل في الميزانية وتوفير الملايين من العملة الجديدة 'اليورو' التي تضيع هباء في محاولات اصلاح وصيانة هذه الآثار!
وقد اعتمد 'بيرلسكوني' رئيس الحكومة علي تقارير الخبراء الذين أوصوا بتحويل هذه الآثار التاريخية الرائعة الجمال التي يأتي السائحون من جميع انحاء العالم لزيارتها إلي القطاع الخاص بعد ان قدموا دراسات مطولة عن الخسائر التي تتعرض لها الدولة من بقائها تحت الاشراف الحكومي!
وقد ثبت من واقع دراسة متخصصة ان الدخل الذي يعود علي خزانة الدولة من استغلال هذه المناطق التاريخية والمزارات السياحية لايغطي اكثر من ربع ماتنفقه الحكومة علي اصلاحها وصيانتها، وفي هذا الاسبوع بدأ الايطاليون يستعدون لوضع برنامج جديد يهدف إلي جذب اكبر عدد ممكن من السائحين لزيارة هذه المناطق التاريخية والانفاق بسخاء علي كل ما له علاقة بها عبر التاريخ. وامام ساحة 'الكولزيوم' اقدم واكبر اثر وقف عدد من الشبان في ملابس المصارعين الذين كانوا ينزلون إلي حلبة روماني في ايطاليا للقتال ويدخلون في صراع لاينتهي إلا بموت احدهم.
وقد نجح هذا الجزء من البرنامج الذي تفتقت عنه أذهان بعض العاملين في مجال السياحة الذين ينوون ايضا تشجيع الزيارات لبرج بيزا المائل عن طريق اقامة استراحات مكيفة حول البرج لمدة يوم واحد يقدمون فيها وجبات ايطالية بأسعار رمزية للزائرين الذين يأتون لزيارته.
وقد وجد المشرفون علي زيارة المتاحف ايضا طريقة جديدة للترويج لها وتشجيع الزائرين علي وضعها في مقدمة برنامج زيارتهم لايطاليا، وهي تتلخص في اعداد نماذج للوحات والتماثيل الموجودة في هذه المتاحف وبيعها للسائحين بأسعار ايضا رمزية.
الشيء الوحيد الذي يعمل له الايطاليون ألف حساب ويخشون حدوثه هو ان يدخل الامريكيون طرفا في شراء تاريخ ايطاليا لسبب بسيط وهو انهم يعشقون كل شيء له تاريخ لانهم شعب لايزيد تاريخ بلادهم عن 250 سنة ثم هم بعد ذلك خليط من كل اجناس العالم وقد جاءوا من بلاد لها تاريخ طويل.
ملكة الجمال طيارة مقاتلة
في الاسبوع الماضي فوجيء الايطاليون بملكة جمال ايطاليا لعام 2000 وتدعي 'أيلينا سيكوليني' 24 سنة تعتلي مقعد قيادة احدي الطائرات المقاتلة وتقوم بأول مناورة لها في الجو بعد تدريب شاق استغرق عدة أشهر وبذلك اصبحت اول امرأة ايطالية تقود طائرة مقاتلة ولكنها ليست الاولي في اوروبا فقد سبقتها فتيات في دول اوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وانجلترا.
قالت 'ايلينا' بعد رحلة قصيرة بالطائرة في سماء روما: 'لقد كان الطيران بالنسبة لي امنية حياتي واريد ان اصبح طيارا مقاتلا وانا علي استعداد لان اقوم بأي عملية قتالية في الجو دفاعا عن بلدي' وكانت ايلينا قد فازت علي 136 فتاة في المسابقة التي اجريت لاختيار اول امرأة تقود طائرة مقاتلة وتقوم بالمناورات في الجو وهي بعد هذا حريصة كل الحرص علي الا تشارك في معركة جوية بعيدا عن سماء ايطاليا وتقول في هذا 'انني علي استعداد لان أموت في سبيل بلدي وحسب. وأعني بهذا انني لن اشارك في أي معركة هجومية علي أي بلد آخر فقد تعلمت دروسا قاسية في القتال في الجو خلال الحرب العالمية الثانية'.
استيلينا تتكلم!
عندما التقي دكتور 'فينسنزو فيسكوني' باصدقائه في قرية 'فرانكافيلا انجيتولا' في البحر الكاريبي لم يكن وحده فقد كان يمسك بلجام فرسه لم تكف لحظة واحدة عن هز رأسها يمينا ويسارا وضرب الارض بحوافرها.
وفي ميدان صغير في القرية التي يعيش فيها معها ومع زوجته واطفاله وقف الرجل وهو احد علماء النفس الذين تخرجوا في جامعة روما يتحدث إلي أهالي الجزيرة الذين تجمعوا حوله ويقول لهم 'نعم لقد علمت استيلينا' الحديث ولكنها لاتتحدث مثلنا إن لها وسيلة اخري تعبر بها عما تريد ان تقوله ردا علي أي سؤال أوجهه إليها واستبدت الدهشة بالمشاهدين من اهل القرية ولكنه مالبث ان اقترب من صديقته المهرة وهمس في اذنها بضع كلمات ثم ابتعد بعد ان رفع يديه الاثنتين وكانت احداهما مغلقة والاخري مبسطة فما كان من 'استيلينا' الا أن اقتربت ولعقت اليد المبسطة بلسانها ثم ضربت الارض بحافريها الاماميين وسألوه ما هذا الذي يحدث وماذا قلت لها؟ فقال لقد سألتها همسا في اذنها هل تحبين هؤلاء الناس الذين تجمعوا حولك فقالت نعم لان عندها هو ان تقترب مني وتلعق يدي المبسطة ثم تضرب الارض بحافريها الاماميتين ولو انها كانت تريد أن تجيب بالنفي لما اقدمت علي مافعل وتحولت إلي اليد المغلقة ولعقتها ثم ضربت الارض بحافريها الخلفيين ثم سألها هل تريدين العودة إلي البيت الآن فقالت لامؤكدة ما ذهب إليه صاحبها بأن ضربت الارض بحافريها الخلفيين ولعقت يده المغلقة. وينوي 'فيسكوني' صاحب 'استيلينا' ان يقوم برحلة حول المدن الايطالية ليجمع بعض المال الذي يحتاج إليه لاتمام ابحاثه الخاصة بأن ذكاء 'الحصان' اقرب إلي الانسان من أي حيوان اخر وانه في احيان كثيرة يريد ان يعبر عن مشاعره ولكنه لايعرف كيف يعبر عنها ثم قال: 'لكنني علمت استيلينا كيف تعبر عن نفسها'.