ما بين فرحة المنصب الجديد والخوف من الفشل يعيش أعضاء الجهاز الفنى للفريق الكروى الأول بالنادى، بقيادة حسام البدرى، المدير الفنى، ومعاونيه علاء ميهوب ومحمد يوسف وأحمد ناجى وهادى خشبة مدير الكرة وعماد النحاس المساعد حالة من الترقب للفترة المقبلة، التى تعد بالنسبة لهم بمثابة مفترق طرق، ففى حالة النجاح وقيادة الفريق لحصد البطولات يكونون قد أثبتوا كفاءتهم وقدرتهم على قيادة أى فريق، أما فى حالة الفشل فسوف يواجهون سهام النقد مبكرا، خصوصا أن الجميع ينتظر ما سيحدث للفريق بعد رحيل مانويل جوزيه، صاحب أفضل الإنجازات فى تاريخ النادى.
ويواجه الجهاز الفنى الجديد للفريق ٤ ملفات مهمة، أولها السوبر المحلى أمام حرس الحدود والمقرر فى الحادى والعشرين من الشهر المقبل.
ويعول حسام البدرى وجهازه المعاون الكثير على تلك المباراة لتكون فاتحة خير أمامه لبدء القيادة الفنية للسفينة الحمراء، التى جاءته على طبق من ذهب بعد الاعتذار المفاجئ للبرتغالى فينجادا،
ويخشى البدرى الفشل فى المباراة، خصوصا أن المنافس دائما يلعب بقوة أمام الأهلى وكان السبب الرئيسى فى خروج الفريق من كأس مصر، ولهذا يرغب فى تجهيز القوة الضاربة للفوز حتى يكون لقب السوبر خير افتتاح للموسم الجديد.
الملف الثانى الذى يواجه الجهاز الفنى الجديد هو حالة الإجهاد المستمرة التى يعانى منها اللاعبون، خصوصاً الدوليين محمد أبوتريكة وأحمد حسن وأحمد فتحى وسيد معوض ووائل جمعة، وهم من أهم العناصر الأساسية للفريق، حيث لم تساعدهم الظروف على الحصول على الراحة بسبب استمرار مشاركتهم فى المباريات مع المنتخب فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا وكذلك كأس القارات،
كما تنتظرهم مباراة مهمة أمام رواندا يوم ٥ يوليو المقبل، يتوجهون بعدها إلى ألمانيا للانضمام لمعسكر الفريق، وهو ما يعنى إصابتهم بحالة إرهاق شديدة قبل انطلاق الموسم الجديد، ويخشى الجهاز الفنى من الآثار السلبية التى ستعود على أداء الدوليين فى المباريات المقبلة.
وتعد المقارنة المنتظرة بين عصر جوزيه الذهبى والموسم المقبل أحد أهم الملفات التى تشغل بال البدرى وجهازه، خوفا من الفشل، خصوصاً أن الجماهير سوف تضعهم فى مقارنة مع جوزيه الذى حقق العديد من البطولات، وأوصل الفريق إلى العالمية، فإما أن تدفعهم لبذل المزيد من الجهد وحصد البطولات أو تفقدهم التركيز وتؤثر على أداء الجهاز.
وكان البدرى قد صرح عقب توليه قيادة الفريق مباشرة بأنه لن يعيش فى جلباب جوزيه، وأنه سيقود الفريق بفكره ولن يقلد أحدا، وتؤكد الشواهد أن البدرى يخطط للتفوق على جوزيه حتى يستطيع التشبث بالمنصب الذى ظل يحلم به طوال السنوات الماضية، كما أن تجربته مع الفريق قد تصل به إلى عنان السماء وترفع سعره كمدرب أو تعصف به وتحرجه.
وكعادة كل موسم يعتبر ملف رحيل النجوم وإغراءات وكلاء اللاعبين هو الشغل الشاغل الذى يطارد الجهاز الفنى، بل سيكون أكثر الملفات سخونة هذا الموسم بعد تألق مجموعة الدوليين مع المنتخب الوطنى فى كأس العالم للقارات، خاصة أحمد فتحى وسيد معوض ومحمد أبوتريكة الذين تطاردهم العروض الأوروبية حالياً،
خاصة أن أحمد فتحى نفسه ألمح إلى أنه ينوى الرحيل وتكرار تجربة الاحتراف، ورغم تأكيدات مسؤولى النادى على عدم الاستغناء عن فتحى باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية فإن المقربين من اللاعب أكدوا أنه لن يفرط فى الفرصة وينتظر وصول عرض رسمى من أحد الأندية الأوروبية حتى يفاتح لجنة الكرة بشكل رسمى فى مسألة رحيله.
وبدوره كتب سيد معوض شهادة ميلاد جديدة مع التألق خلال كأس القارات، ولعب دورا كبيرا فى العروض القوية التى قدمها المنتخب أمام البرازيل وإيطاليا، وكان لغيابه فى مباراة أمريكا أثر سلبى كبير على أداء الجبهة اليسرى التى افتقدت الخطورة،
وترددت أنباء عن أن سيد لديه عروض حالياً من أندية تركية وفرنسية وخليجية ترغب فى التعاقد معه ولو على سبيل الإعارة، ويبقى محمد أبوتريكة الذى بدأ ملف الاحتراف يداعب مخيلته من جديد رغم المكانة الخاصة التى يحظى بها داخل النادى، وذلك بعد تألقه فى كأس القارات وإشادة خبراء اللعبة العالميين بمستواه واستغرابهم لعدم خوضه تجربة الاحتراف فى أكبر الأندية الأوروبية حتى الآن وكان حديث أبوتريكة لموقع الاتحاد الدولى وتأكيده على أنه لم ولن يغلق ملف الاحتراف،
وينتظر فقط حصوله على عرض مناسب دليلًا على أن اللاعب بدأ يشعر أن الوقت حان ليعبر عن نفسه عالمياً، ويخشى الجهاز الفنى الجديد أن يتمسك اللاعب بالرحيل، خصوصا أنه أعطى الكثير للفريق ولم يبخل بأى شىء من أجله، كما أنه ضحى بالعديد من العروض خلال السنوات الماضية من أجل الأهلى لكن الوقت اختلف الآن،
وستكشف الأيام المقبلة عن تحديد مصير أبوتريكة، إما أن يستمع لنصيحة الخبراء ويخوض التجربة أو يتنازل من أجل الأهلى، خصوصا أنه يردد دائما أنه يشعر بالضعف أمام جمهور الأهلى.
من جهته، أكد عماد النحاس، مساعد مدير الكرة فى الجهاز الجديد، أن الجهاز الفنى قادر على تجاوز جميع الصعوبات التى تنتظره، مؤكداً أن حسام البدرى كان هو الخيار الأفضل لقيادة الفريق فى المرحلة المقبلة، وأشار إلى أنه سعيد بالعمل كفرد فى جهاز البدرى بعد أن تعامل معه كثيراً كلاعب فى السنوات الماضية، وقال النحاس: «بدأ حسام البدرى منذ نحو أسبوع عقد الجلسات الفنية مع جميع أفراد الجهاز لوضع الملامح الأساسية للمرحلة المقبلة، وكيفية التغلب على جميع التحديات التى تنتظرنا».
وأضاف النحاس: «لدينا جميعاً طموح كبير فى مهمتنا الجديدة ونسعى لأن ننجح معاً فى الحفاظ على التركة الثقيلة من الإنجازات التى تحققت فى الفترة الماضية، وشخصياً أتمنى أن أنجح فى منصبى الجديد، وأن أفيد الفريق بشكل ملموس، وعموماً النادى الأهلى كيان كبير وكل فرد فيه يعرف جيداً وظيفته، وما هو مطلوب منه لأن هناك منهاجا وخطوطا عريضة تحكم كل من يعمل فى النادى».