«قبل إنشاء السد العالى، كانت مياه الفيضان تجتاح أراضى الدلتا والوادى وتقتل الفئران وصغارها داخل جحورها، ولم تشهد مصر أزمة انتشار الفئران إلا بعد بناء السد، فقد نقصت المياه وانطلقت القوارض».
هذه الرؤية الجديدة يطرحها الدكتور حسن الديب، الخبير الدولى فى مكافحة القوارض، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، فى إطار تفسيره للأعداد الهائلة من فئران الحقول التى تنتشر فى الأراضى المتاخمة لنهر النيل، وباتت تمثل مصدر خطر فى ظل ظهور وباء الطاعون فى ليبيا.
أكد الدكتور حسن الديب، أن إنشاء السد العالى وما ترتب عليه من عدم وصول مياه الفيضان إلى أراضى الدلتا والوادى، أدى إلى زيادة أعداد الفئران بمختلف المحافظات وتزايد أعدادها بصورة كبيرة، موضحاً أن مياه الفيضان كانت تؤدى إلى إغراق صغار الفئران داخل جحورها خلال موسم الفيضان.
يقول الديب إن عدم التخلص من مخلفات تطهير الترع والمصارف والمستنقعات والبرك ومقالب القمامة، يتسبب فى زيادة أعداد الفئران، باعتبارها بيئة طبيعية مناسبة للتكاثر، خاصة مع تمتع الفأر بكفاءة تناسلية عالية، بالإضافة إلى أن التوسع الزراعى فى المناطق الصحراوية أدى إلى زيادة خطورة الفئران الصحراوية على الإنتاج الزراعى، فى ظل عدم وجود الأعداء الطبيعيين خلال الفترات الماضية، بسبب الاستخدام غير الرشيد للمبيدات الكيميائية.
وأوضح الديب أن فئة الأعداء الطبيعيين للفئران التى تحقق التوازن فى أعدادها تشمل الطيور الجارحة والزواحف والثعالب والنمس والقطط البرية، والتى تسهم فى الحد من تزايد أعداد الفئران، لاعتمادها فى التغذية عليها.
ولفت إلى أن الفئران الموجودة فى المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا، من الأنواع التى تتعايش مع الإنسان مثل الفأر النرويجى والمتسلق، والفأر الصغير والفأر الشوكى، مشيراً إلى أن برغوث الفأر الشرقى هو المسؤول عن نقل مرض الطاعون للإنسان