ردود فعل رياضية واسعة النطاق، صاحبت قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بمنع أية مظاهر دينية في ملاعب كرة القدم، خاصةً بعد إحراز الأهداف، وبالطبع يأتي على رأس تلك المظاهر السجود شكرًا لله، خاصةً بعد مباراة منتخب مصر مع نظيره الإيطالي؛ حيث لقب بمنتخب الساجدين، ثم قام لاعبو المنتخب البرازيلي بتشكيل حلقة فيما بينهم وجلوسهم على ركبهم للقيام بالصلاة، مرتدين قمصانًا مكتوبًا عليها "أحب المسيح"، وذلك بعد فوزهم ببطولة كأس القارات في جنوب إفريقيا، بعد فوزهم على المنتخب الأمريكي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فتقدم الاتحاد الدنماركي لكرة القدم باحتجاج على ما قام به لاعبو المنتخب البرازيلي بتشكيلهم حلقة، ووجد الفيفا الفرصة سانحة لانتقاد أي مظاهر دينية في مباريات كرة القدم، ودعا إلى ضرورة الفصل بين الرياضة وأية شعارات دينية أو سياسية في الملاعب الخضراء.
وعلى الرغم من أن الدنمارك لم تشارك في بطولة كأس القارات إلا أن مشهد صلاة لاعبي البرازيل قد أثار حفيظة المسئولين في الاتحاد الدانماركي لكرة القدم، وهو ما جعلهم يقدمون احتجاجًا رسميًّا لدى الفيفا حول هذا الأمر.
خبراء الرياضة المصرية شنوا هجومًا حادًّا على القرار، ووصفوه بالغامض والعنصري، إلى الحد الذي طالب فيه الكابتن طه بصري- المدير الفني لنادي الاتحاد السكندري- الاتحاد العربي لكرة القدم بالتحرك لوقف مثل تلك القرارات العنصرية، والتدخل على الأقل لمطالبة الفيفا بتفسير وتوضيح مغزى القرار، والذي وصفه بأنه قرار غريب وعنصري، كما أعرب عن استنكاره لاتخاذ مثل هذا القرار بعد مباراة مصر وإيطاليا، خاصة أنه تمَّ إطلاق لقب "منتخب الساجدين" على المنتخب المصري، وأوضح أن لاعبي كل المنتخبات العربية مثل السعودية وقطر والبحرين وسوريا والمغرب وتونس يسجدون لله شكرًا بعد إحراز الأهداف.
فيما أوضح حازم الهواري عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، أنه على الاتحادات العربية التحرك- كلٌّ من موقعه- لتشكيل ضغط على الفيفا لمعرفة أسباب وخلفيات القرار، مشيرًا إلى أن كل لاعب حرٌّ في التعبير عن فرحته بإحراز الأهداف، وقال بانفعال: "قرار غريب.. كل واحد حرٌّ في معتقداته هم مالهم"، وطالب الفيفا بتعميم القرار على كل لاعبي العالم بمختلف معتقداتهم؛ حتى لا يتهم بالتمييز ضد فئات دون أخرى، مشيرًا إلى أن الفيفا استفزَّه ما قام به لاعبو منتخب مصر من السجود بعد كل هدف، خاصةً بعد لقاء إيطاليا؛ حيث لقب بمنتخب الساجدين.
أما الكابتن محمود بكر المعلق الرياضي؛ فيرى أن الشرارة التي ولدت الأزمة هي ما قام به لاعبو البرازيل من طقوس غريبة، بعد فوزهم ببطولة العالم للقارات، ووصف القرار بأنه متسرعٌ؛ لأنه لن يستطيع أحد أن يجبر لاعبًا على عدم التعبير بالاحتفال بإحرازه هدفًا، مشيرًا إلى أن رفع اليد إلى السماء أو السجود ليست طقوسًا دينية، مثلما فعل لاعبو البرازيل في دائرة وسط الملعب، عقب فوزهم على أمريكا في نهائي القارات، وأضاف: "كان على الفيفا أن يحدد ما الطقوس وما العقوبات عليها؟!... أتحدى أن يأخذ الفيفا قرارًا مثل هذا"، موضحًا أن هذا يعد محاولةً للتخويف، وأنه على الاتحادات القارية أن تستفهم من الفيفا طبيعة القرار وطريقة تنفيذه؛ حتى تعطي تعليمات للاعبين، وأن علينا أن ندير حوارًا حول هذا الموضوع.