لندن (ا ف ب) - بعد 10 اعوام على خضوعها لعملية زرع قلب فوق قلبها المعتل، تمكنت فتاة بريطانية من ازالة القلب المزروع والاستمرار بقلبها الاصلي الذي تعافى تدريجيا، على ما اعلن اطباء الثلاثاء.
وتعد حالة آنا كلارك الوحيدة من نوعها في العالم لجهة تماثل مريض بقصور في القلب للشفاء بشكل يسمح له بنزع القلب المزروع على ما قال الجراحون للصحافيين قبل صدور مقال حةل هذا املوضع تنشره مجلة "ذي لانسيت".
وقال البروفسور مجدي يعقوب من مستشفى "امبيريال كوليدج لندن"، والذي عالج آنا منذ البداية، ان "قابلية شفاء القلب هو امر كالسحر". واوضح ان "القلب الذي لم يكن يعمل حين وضعنا قلبا جديدا ليضخ قربه ويعمل عنه، اصبح الان يعمل بشكل طبيعي".
وعانت آنا التي تبلغ 16 عاما الان من فشل قلبي حاد في طفولتها، بسبب خلل في عضلات القلب. وفي تموز/يوليو 1995 حين كانت آنا في عامها الثاني، زرع الاطباء قلبا الى جانب قلبها. وسرعان ما تولى القلب المزروع معظم العمل المنوط بالقلب المريض وبدأت آنا تتعافى تدريجيا.
غير انها اصيبت في المقابل بنوع من السرطان يعرف باسم "اي بي في بو بي تي ال دي"، ويعتبر شائعا بين مرضى عمليات زرع الاعضاء لارتباطه بمضاعفات الادوية التي تعطى لوقف انظمة المناعة لدى هؤلاء المرضى كي لا ترفض الاعضاء المزروعة في اجسادهم.
ورغم خضوع آنا للعلاج الكيميائي وغيره كان السرطان يعاود الظهور، فقلص الاطباء مقادير جرعاتها من ادوية كبح المناعة لصد السرطان. وكنتيجة لذلك، بدأ قلب آنا المزروع بالتراجع. في المقابل، اخذ قلبها الاصلي يتماثل للشفاء ويعمل بشكل طبيعي.
وفي شباط/فبراير 2006، قرر فريق الاطباء نزع القلب المتبرع به لوقف ادوية كبح المناعة. وهي خطوة لم يقدم عليها الطب قط من قبل. وبعد 39 شهرا على نزع القلب المزروع كانت آنا قد تعافت تماما من السرطان وقلبها يعمل بشكل طبيعي.
وقال يعقوب والفريق الطبي المسؤول عن العلاج لآنا ان حالتها افادت بشكل بالغ الاهمية دراسة عمليات الزرع وتعافي القلب والاورام الخبيثة.
واوضح المشارك في الدراسة فيكتور تسانغ، المستشار في مستشفى "غريت اورموند ستريت" للاطفال في لندن، ان البحث مفيد ايضا في تطوير قلوب اصطناعية موقتة للاطفال الذين يعانون من مشاكل في عضلات القلب.
وقال انه "من الممكن للقلب الاصلي للمريض ان يتعافى بالكامل اذا ما قدم له الدعم المناسب لذلك". واضاف "هذه معرفة مهمة فيما نكتسب الان المزيد من الخبرة مع الدعم الميكاتسلم ايدكي للاطفال الذين يعانون من فشل قلبي".
لقد انهت آنا للتو امتحاناتها التكميلية وهي على وشك الانتقال الى السنتين الاخيرتين من دراستها الثانوية، حيث تنوي دراسة العناية بالاطفال. وهي تخرج بصحبة اصدقائها وتمارس الرياضة وتعمل مع الحيوانات في وظيفة بدوام جزئي.
وتقول "ما كنت لاكون هنا لولا كل هذا" العلاج الشاق الذي اخضعت له.
على مدى اكثر من عقد من الزمن، كان على آنا ان تتناول صباحا ومساء حوالى سبعة اقراص من الادوية الكابحة للمناعة، وان تخضع لجولات عدة من علاج السرطان. كما عانت من فشل كلوي وقصور في التنفس في احدى المرات، بل قيل لاسرتها ذات مرة انها ستموت في غضون 12 ساعة.
واشاد يعقوب بشجاعة المريضة واسرتها قائلا "الامثولة هي الا نستسلم ابدا".
وروى بول والد آنا للصحافيين ان "الامر كان مثيرا للقلق والتوتر بشدة، لكننا مضينا قدما ونحن نقول +هيا يا آنا، لا يمكنك ان تستسلمي، يجب ان تستمري+".
وشكرت ليز والدة آنا الاسرة المتبرعة التي منحت لآنا قلب فقيدتها ابنة الخمسة اشهر قائلة "لقد فقدوا طفلة ونحن ربحنا طفلتنا - كيف عساني اشكرهم وارد لهم الجميل؟".