من اللافت في مصر ارتفاع صوت بعض من يعادون الإسلام تحت يافطة اللبيرالية واستغلال الظرف الدولي المعادي للمسلمين وتوازنات القوى المختلة التي ترجح الغرب على المسلمين.
ورغم اختلاف أصحاب تلك الأصوات إلا أنهم يتحدون في العصف والنيل من هوية مصر الإسلامية، ومن هؤلاء نجيب أُنسي ساويرس، مسيحي مصري، اغتنى وجمع أمواله من المسلمين وفي ظل مصر الإسلامية، وأصبح أغنى رجل اعمال مصري، والثالث عربياً، وفي تعداد أغنى مائة على مستوى العالم، ثروته كما جاء على موقع مجموعة ويكبيديا 10مليار دولار، وهو صاحب شركة أوراسكوم للاتصالات وأوراسكوم للتكنولجيا، ورئيس مجلس ادارة ويذر للاستثمارات ورئيس مجلس إدارة ويند للاتصالات، ورئيس مجلس إدارة موبينيل، وعضو مجلس العلاقات الخارجية.
ومع ذلك لم يحمد لمصر وشعبها المسلم الخيرات التي يعيش فيها من مال الشعب المصري المسلم؛
منذ سنوات بدأ ساويرس يتكلم في السياسة، وهذا حقه كأي إنسان، لكنه جعل ذلك بابًا للتدخل في الدين الإسلامي، وهذا ليس من حقه، فأنشأ عدة قنوات فنية مليئة بالعهر والفساد، وصرح بصوت عال أنها لمواجهة الجرعة الدينية في القنوات الدينية الإسلامية، أي يريد مواجهة خير وفضيلة وعفة الإسلام بالعهر والفساد والفاحشة.
ثم انتقد الحجاب الذي فرضه الله على المرأة المسلمة، وسخر قنواته لذلك الهجوم، وكل مسلم يتعجب في صوت واحد ما شأنك أنت بالحجاب؟، هل تريد نساء مصر كلهن عرايا؟، هل تريد إشاعة الفاحشة؟، إنه ديننا يا ساويرس لا تتدخل.
ومن اللافت أنه يقوم برعاية كل من يعادي الإسلام أمثال سيد القمني، ودعمهم بكل أنواع الدعم، لماذا؟!!
ومؤخرا هاجم المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام هو المصدر الرئيس للتشريع في مصر، وجدد مطالبة الدولة بالعمل على إلغائها. وزعم ساويرس في حديث لبرنامج "في الصميم" على قناة "بي بي سى" أن: "خطورة هذه المادة أنك متقدرش تحاسب بها أحدا لأنه يتم المزج بين الدين والسياسة"، وأضاف: "أن وجود هذه المادة يؤدى إلى نسيان 15 مليون مسيحي في مصر"، على حد تعبيره.ثم حرض ساويرس الأقباط على المطالبة بما أسماه "حقوقهم"، وقال: "يجب أن يدافع الأقباط عن حقوقهم ويأخذ كل مسيحي حقه"، وأضاف: "غالبية الأقباط سلبيون"...
بعد ما استعرضت ما تقدم أقول بكل هدوء ماذا يريد ساويرس؟!، هل يريد استغلال الوقت والظرف والزمان لخدمة الغرب وإثارة الفتنة في مصر؟!، وهل نسي ساويرس أن أمواله التي جمعها جمعها من أموال المسلمين وفي ظل الدولة التي ينتقد دستورها وهويتها الإسلامية؟!
وأين كان التمييز ضدك الذي تكذب به؟!، هل منعت من جمع الأموال أنت وغيرك من النصارى في مصر؟!، أبدًا، بل الواقع يشهد أنكم أغنى الناس في المجتمع المصري، والأمثلة لا تحصى، ونحن نسعد اذا أنفقت تلك الأموال لخدمة مصر وشعبها مسلميين ومسيحيين.
ثم هل المادة الثانية عطلتك وعطلت غيرك من النصارى عن التواجد في المجتمع؟، الواقع يشهد بعالله يعطيك العافيه ذلك، ومناصبك ومناصب غيرك من النصارى تشهد.
ثم ماهو التمييز الذي تعاني منه؟!، هل تريد حكم مصر أنت و7مليون من النصارى فى دولة تعدادها 80 مليون 73 مليون منهم مسلم؟!!، أي تضليل هذا؟، وهل هذا يتفق مع الديمقراطية وحكم الأغلبية التي تتشدق بها؟،
ثم هل توجد مادة في القانون الوضعي المصري تنص على أن يعاقب المسلم في جناية القتل مثلا بكذا ويعاقب المسيحى بكذا؟، بالطبع لا يوجد تفرقة أمام القانون مطلقا، إنما أنت غرّك مالك وعلاقتك بالغرب.
نعم علاقتك بالغرب هي التي جعلتك تتكلم وتعادي المسلمين بعدما انتفخت بأموال المسلمين، وكما جاء في مجموعة ويكبيديا على الانترنت الآتى: "في شهر أغسطس 2008 كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن علاقته مع إيهود باراك وزوجته إذ سعى باراك من أجل إقناع السلطات الإسرائيلية بالموافقة على صفقة تم رفضها يحصل بموجبها نجيب ساويرس على نصيب أكبر في حصته من شركة "بارتنر" الإسرائيلية" (بدون تعليق).
ومعلوم ومشهور تواجد شركاتك في العراق المحتل وأفغانستان والتفصيل يفتح أبواب لا تغلق...
ثم أنت تعلم أن المادة الثانية غير مطبقة حقًا في القانون وفي الواقع القانوني؛ فالقانون مخالف للشريعة الإسلامية في الكثير من مواده، والنص موجود للحفاظ على هوية الدولة وشكلها فالدولة إسلامية ودينها الإسلام، فهل تريد أن تكون مصر لا دين لها؟!
ثم إنك تقول أن المادة أدت إلى نسيان 15مليون مسيحى، أولاً الرقم كذب وتضليل، ثم ولو صح هل تريد نسيان 65 مليون من أجلك؟!، أي ظلم هذا!!!!، وفي أي مكان في العالم يحدث هذا؟!، وأي عقل يقبل ذلك إلا عقل الظالمين؟!، ومع ذلك النصارى في مصر يتمتعون بحقوقهم كاملة، هل سمعت عن مسيحي معتقل؟!، بالطبع لا، هل سمعت عن كنيسة تغلق؟!، بالطبع لا، هل سمعت عن قسيس يمنع؟ بالطبع لا، ومع ذلك هذا يحدث للمسلمين يعتقلون وتغلق مساجدهم ويمنع شيوخهم.
ثانياً: الشريعة الإسلامية حافظت على النصارى واليهود في مجتمعها الإسلامي وأوصت بهم وسمتهم أهل كتاب وأمرت بمعاملتهم بالقسط، أي العدل، فهل يوجد في المسيحية أمر بمعاملة المسلمين بالعدل؟! طبعًا لا يوجد(والتفصيل لايفيد الآن)؛ لأنها لا تعترف بالمسلمين، أرأيت عدل الإسلام والنبى صلى الله عليه وسلم قال: "من آذى ذمياً فقد آذانى".
وإذا كنت تريد إلغاء المادة الثانية التي تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع كي تهرب جماعات التنصير من أي مخالفة قانونية، وكي يهرب المرتدون المتنصرون معهم من أي مشاكل قانونية، وكي تفتح الأبواب على مصراعيها للردة فأنت واهم.
وأخيرًا، لا يغرنك يا ساويرس ضعف الدولة كي تسارع بابتزازها أنت وأقباط المهجر وأعداء الإسلام، فأذكرك أنه يوجد أكثر من 70 مليون مسلم مرتبطين بدينهم الإسلام فقط، يحبون دينهم، وفي وقتٍ ما مستعدين أن يبذلوا كل غال ونفيس من أجله، وأنت وأمثالك تخالفون القانون بتلك التصريحات وتتسببون في الإثارة وزرع الحقد والفتن بكلامكم وتدخلكم في أمور دين الغالبية الإسلام.
فحرصًا على مصر التي نحبها ونحيا ونعيش عليها جميعا مسلمين ومسيحيين ولا نريد تدخل الغرب الحاقد في شؤونها، وحرصًا على الوحدة الوطنية، وحرصًا على التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، أنصحك أن تسكت، وأظن أنك لن تنتصح وتسكت...
لذلك أذكرك أن مصر ستبقى وستظل إسلامية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يغرنك مالك ومن معك ممن ينعقون بمعاداة الإسلام.
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com