بعد ليلة شهدت انفلات أعصاب بشكل أقل ما يوصف به هو أنه كان "جنونيا"، عوقب البرتغالى بيبى مدافع ريال مدريد الإسبانى لكرة القدم فى النهاية بالإيقاف عشر مباريات فى واحدة من أقسى العقوبات فى تاريخ الكرة الإسبانية بعد ما بدر منه خلال مباراة الفريق أمام ضيفه خيتافى يوم الثلاثاء الماضى فى المرحلة الثانية والثلاثين من الدورى الإسبانى.
كان هذا هو القرار الذى اتخذته لجنة التأديب بالاتحاد الإسبانى للعبة الجمعة الماضى كعقوبة للاعب على ما وصفته بأنه "اعتداء" على لاعبين من الفريق المنافس.
وقام أعضاء اللجنة ببحث اعتداءات اللاعب المولود فى البرازيل، واتضح ارتكابه مخالفة تستدعى احتساب ضربة جزاء والحصول على بطاقة حمراء، كما أدين بالاعتداء على لاعبين من خيتافى هما خافيير كاسكيرو وخوان ألبين، إلى جانب سب الحكم الرابع.
وقبل دقيقة من نهاية المباراة وبينما كان الفريقان متعادلين ٢/٢، انطلق كاسكيرو فى انفراد باتجاه مرمى إيكر كاسياس ليدفعه بيبى داخل منطقة الجزاء، وبمجرد أن سمع صافرة الحكم تعلن ضربة جزاء قام بركل لاعب خط وسط خيتافى، الملقى على الأرض، مرتين وعندما تدخل بقية لاعبى الفريق الضيف قام بصفع ألبين لاعب أوروجواى على وجهه.
وحسم ريال مدريد المباراة لصالحه فى الثوانى الأخيرة بهدف الفوز ٣/٢، بعدما تصدى كاسياس لضربة الجزاء التى نفذها كاسكيرو نفسه قبل أن يحرز الريال هدفا رائعا عن طريق المهاجم الأرجنتينى جونزالو هيجوين الذى ألغت اللجنة البطاقة الصفراء الخامسة التى حصل عليها اللاعب فى المباراة.
ولم يستبعد ريال مدريد الاستئناف ضد العقوبة الموقعة على بيبى، رغم أنه بالنظر إلى التصرف المخجل للاعب البرتغالى أصبح من المرجح أن تبقى الأمور على حالها فى النهاية.
وقال لويس فياريخو المتحدث باسم النادى الملكى فى تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "حتى الآن لم نتخذ قرارا بشأن استئناف العقوبة، لكن بيبى واصل التدرب مع زملائه يوميا كالعادة".
ورغم قسوة العقوبة الموقعة على بيبى إلا أنها تبقى بعيدة عن العقوبة الأشد فى تاريخ الكرة الإسبانية، لأن هذا "الشرف غير الرفيع" يبقى مسجلا باسم لاعب يدعى خواكين كورتيزو.
وكان كورتيزو يلعب لفريق ريال سرقسطة فى موسم ١٩٦٤/١٩٦٥ وقام حينذاك بالاعتداء على إنريكى كويار لاعب أتلتيكو مدريد خلال مباراة جمعت الفريقين، مما أسفر عن كسر قدم الأخير، لتعاقب اللجنة اللاعب المعتدى بالإيقاف ٢٤ مباراة.
لكن بيبى فى ليلته الغريبة لم يكسر أحدا، لذا فقد عوقب بالحد الأدنى للمخالفات التى ارتكبها لأن أيا منها لم تؤد إلى "إصابات" طبقا لما أوضحه ألفريدو فلوريز رئيس اللجنة.
لكن فلوريز أبرز فى الوقت نفسه أن اللجنة لم تستخدم الرأفة بحق الدولى البرتغالى، وبرر رئيس اللجنة ذلك بأنه "لم يحدث أى استفزاز قبل الاعتداء، ولم يكن الندم على الفعل المرتكب فوريا، كما أن هناك سوابق للاعب الذى عوقب سبع مرات من قبل (بطاقات صفراء) خلال الموسم الحالى".
وأصبح اللاعب الذى يعد إحدى الركائز الأساسية فى دفاع النادى الملكى هذا الموسم، مجبرا على مشاهدة المباريات الست المتبقية لفريقه من المدرجات، فى الوقت الذى يخوض فيه النادى الملكى صراعا مريرا للفوز ببطولة الدورى للموسم الثالث على التوالى، مع منافسه اللدود برشلونة الذى يحتل القمة بفارق ست نقاط.
ولن يتمكن بيبى بذلك من المشاركة فى الدورى الإسبانى قبل أواخر سبتمبر المقبل، الأمر الذى ربما يدفع إدارة النادى للاستغناء عن خدماته خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
من جانبه، أكد اللاعب أنه يمر بأحلك فترات مشواره مع الكرة - "لا أريد العودة للعب كرة القدم" - لكنه ربما وجد بعض العزاء فى تصريحات المدير الفنى للريال خواندى راموس، أحد القلائل الذين رفضوا ذبحه بعد ليلته الجنونية.
ووصف راموس مدافعه بأنه أرق من "قطعة خبز، إنه غير قادر على إلحاق الأذى بذبابة"، وهو ما لا يؤيده أنخل توريس رئيس نادى خيتافى.
وقال توريس "ما فعله بيبى أمر لا يمكن غفرانه. يمكننا جميعا أن نفهم اعتداءه (على كاسكيرو) على أنه انفعال بسبب المباراة، لكنه لا يفهم على هذا النحو بعد أن اعتدى على ألبين وبعد أن عاد إلى الملعب للاحتفال بالفوز وبعد أن سبنا جميعا".
ولم يكتف رئيس خيتافى بتوجيه سهام الانتقاد لبيبى بل أيضا لناديه "كان يجب على ريال مدريد أن يكون أول من يشجب هذه التصرفات. ما فعله بيبى كان يستدعى فسخ تعاقده