استضافة جنوب أفريقيا كأس العالم ٢٠١٠ تفتح الباب أمام مصر لاستضافة المونديال فى المستقبل» بهذه العبارة بدأت سونتو كودجو سفيرة جنوب أفريقيا فى القاهرة حديثها عن استعدادات بلادها لاستضافة أكبر حدث كروى فى العالم خلال الـ"سمينار" والمؤتمر الصحفى فى بداية الأنشطة الترويجية والتسويقية لبطولتى كأس القارات ٢٠٠٩ وكأس العالم ٢٠١٠.
حضر الحفل إلى جانب السفيرة عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية فى مصر، وأعضاء من لجنة تنظيم البطولتين، وليسيه سيدى بيه ممثلًا عن لجنة التنظيم للبطولتين، وعدد من السفراء الأفارقة المعتمدين لدى مصر.
بدأ الحفل بعرض آخر استعدادات جنوب أفريقيا للبطولتين والفرق المشاركة فيهما، والملاعب التى ستستضيف المباريات ومعلومات عن المدن التى ستستقبل الفرق.
واختار قسم الشؤون الخارجية بجنوب أفريقيا مصر ضمن خمس عشرة دولة من مختلف قارات العالم لإقامة مؤتمرات للترويج للمونديال، وستقام نفس النشاطات فى كل من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة ونيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والمكسيك والأرجنتين ونيوزيلندا وأستراليا وإيران واليابان والصين، وستقوم سفارات جنوب أفريقيا فى هذه الدول بأنشطة ترويجية للبطولتين حتى يونيو ٢٠١٠ موعد انطلاق المونديال.
وطالبت سفيرة جنوب أفريقيا الجماهير بالحضور بحثًا عن المتعة، معربة عن سعادتها بتأهل مصر لكأس القارات ٢٠٠٩، وقالت إنها تتابع الكرة المصرية وتعرف الأهلى جيدًا من خلال إنجازاته فى القارة وإن نجمها المفضل محمد أبوتريكة، كما أنها تتوقع تألق المنتخب المصرى فى كأس القارات من خلال الكرة الجميلة التى يقدمها، وحرصت سونتو على تشجع الحضور على السفر إلى جنوب أفريقيا والتشجيع عندما أمسكت بوقًا أفريقيا وقامت باستخدامه ليشعر الجميع بأنهم فى ملعب المباراة وارتدى ممثل اللجنة المنظمة «خوذة» عليها شعار الدول المشاركة فى كأس القارات وقام بنفس ما قامت به السفيرة.
وقالت السفيرة إن استضافة الحدث فى جنوب أفريقيا تفتح المجال أمام استضافة دول أخرى لنفس الحدث فى المستقبل وعلى رأسها مصر، خصوصا أن الحدث ينظم تحت شعار «حان الوقت لنحتفل بإنسانية أفريقيا»، موضحة أن العالم يجب أن يرى الوجه المشرق الإيجابى للقارة السوداء.
وأكد ليسيه سيدى بيه خلال المؤتمر الصحفى حرص اللجنة المنظمة لكأس العالم وبطولة القارات على الظهور بشكل حضارى يليق بالقارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن اللجنة توخت الحذر لأقصى درجة للحفاظ على سمعة القارة الأفريقية أمام العالم. وكشف سيدى بيه عن طلب مسؤولى الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ١٧ ضمانًا لإقامة البطولة فى جنوب أفريقيا، ومنها المواصلات والتنقل داخل المدن وتوفير حماية أمنية قوية، فضلًا عن أماكن الإقامة وقدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار والفرق المتأهلة للبطولتين، خصوصا مع التوقعات بتجاوز عدد الزوار خلال البطولة الثلاثة ملايين زائر.
وأكد سيدى بيه انتهاء جميع الأعمال الأساسية لاستضافة الحدث باستثناء بعض الرتوش الأخيرة، التى ستنتهى بحلول عام ٢٠١٠، وكشف ممثل لجنة التنظيم المحلية للمونديال عن تعرض اللجنة لأكثر من مشكلة خلال عملية التنظيم وبناء البنية التحتية، أهمها ارتفاع تكلفة المنشآت التى وصلت إلى أرقام كبيرة جدًا، خصوصا مع تفجر الأزمة المالية العالمية، التى تسببت فى تضخم الأسعار لمعظم السلع المستخدمة فى البناء وتحديدًا الأسمنت الذى قفز سعره بشكل رهيب، وقال: واجهنا بعض المشكلات فى التمويل لكن حكومة جنوب أفريقيا تكفلت بالمصاريف ونجحنا فى تجاوز هذه الأزمات.
وأكد سيدى بيه وجود مشكلة أخرى فى عملية بيع التذاكر الخاصة بمباريات البطولتين، وقال: منذ فتح باب بيع التذاكر وحتى الآن فوجئنا بضعف الإقبال من جماهير القارة الأفريقية، حتى إن عدد الطلبات التى وصلت لنا لشراء تذاكر ٧٠ % منها من خارج أفريقيا، وإذا أقيمت البطولة غدا فستكون معظم الجماهير الحاضرة من الأجانب.
وأضاف ممثل اللجنة المنظمة: حاولنا تقديم بعض التوعية للجماهير داخل القارة لشراء التذاكر، لأنه من المضحك أن تقام البطولة للمرة الأولى فى القارة السمراء، ويكون الإقبال ضعيفًا من أهل القارة لمشاهدة أكبر حدث كروى فى العالم، خصوصا أن الثقافة الأفريقية تعمدت ترك الأمور للحظات الأخيرة، ولنا أن نعرف أنه فى كأس العالم الماضية بألمانيا عندما تم فتح الباب لشراء التذاكر تلقت اللجنة المنظمة للبطولة ٣٠ مليون طلب فى الأسبوع الأول فقط، أما فى بطولة جنوب أفريقيا ٢٠١٠ فقمنا بتقسيم عملية بيع التذاكر على خمس مراحل، أول مرحلة كانت تعتمد على البيع العشوائى وبلغ عدد التذاكر لهذه المرحلة مليونًا و٨٠٠ ألف تذكرة إلا أن اللجنة لم تتلق طلبات لشراء التذاكر إلا فى الأسبوع الأخير.
وشدد مسؤول لجنة تنظيم المونديال على ضرورة اهتمام الجماهير الأفريقية بمتابعة المونديال والحضور إلى جنوب أفريقيا، خصوصا أن اللجنة قامت ببيع حقوق بث البطولة مبكرًا بسعر أعلى من حقوق البث لبطولة ألمانيا ٢٠٠٦، إلا أن ما يؤرق اللجنة حاليا هو ضعف الإقبال على التذاكر، وبالتالى عدم حضور متفرجين وهو ما يهدد بانخفاض نسبة الإعلانات على البطولة، وشبه سيدى بيه مباريات كرة القدم بـ"المسرحية" التى يجب أن يكون بها جماهير حتى يتفاعل الجميع، وتخرج البطولة فى أبهى صورها.
وأشار سيدى بيه إلى أن اللجنة راعت خلال الاستعداد ضرورة تغيير النظرة الغربية للقارة الأفريقية التى دائما ما ارتبطت بالحروب والمجاعات والفقر والأمراض مثل الملاريا والإيدز.
وقال: هذه البطولة تابعة لـ«الفيفا» التى لها معايير معينة ومقياس عالمى يجب أن يطبق، لذا حرصنا على الاستفادة من ذلك ونثبت للعالم أننا نستطيع مجاراتهم والوصول إلى مستوى البطولات العالمية.