خيب المنتخب الوطنى آمال الجماهير المصرية بهزيمته ١/٣ أمام نظيره الجزائرى فى المباراة التى جمعت الفريقين، مساء أمس، على أرض ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة ليتأزم موقفه فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا بعد تجمد رصيده عند نقطة واحدة.
قدم المنتخب عرضًا مخيبًا للآمال وخاصة فى الشوط الثانى بسبب ضعف اللياقة البدنية لمعظم لاعبى المنتخب فضلاً عن الأخطاء الساذجة لعصام الحضرى ومن أمامه لاعبو الدفاع.. وفى المقابل قدم لاعبو الجزائر عرضًا قويًا، واقتسموا صدارة المجموعة مع المنتخب الزامبى برصيد ٤ نقاط، أحرز الأهداف ممتور «٦٠»، غزال «٦٢»، جبور «٧٦» وأبوتريكة «٨٧».
قدم المنتخبان المصرى والجزائرى شوطًا مثيرًا، ونجح حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب الوطنى ونظيره رابح سعدان، المدير الفنى للجزائر فى إحكام السيطرة على مفاتيح التفوق لكلا الفريقين، وشهدت الدقائق العشر الأولى تفوقًا ميدانيًا لأصحاب الأرض، وشنوا هجمات على مرمى مصر مستغلين المؤازرة الجماهيرية،
وقابل ذلك تراجع من لاعبى المنتخب الوطنى لامتصاص الحماس، وركز سعدان على شن الهجمات من الجهة اليسرى عن طريق يزيد منصورى وكريم زيانى، لكن يقظة سيد معوض وحسنى عبدربه أنهت خطورتهما تمامًا، ولم يجد زيانى أمامه سوى تعمد الخشونة أكثر من مرة مع معوض وسط تجاهل من الحكم الجنوب أفريقى دانيل بنيت الذى تأثر بهتافات الجماهير..
ووسط السيطرة الجزائرية يظهر محمد زيدان فى الصورة وينطلق بسرعة نحو مرمى قواوي، لكنه تعامل مع الكرة بفردية وأطاح بها بعيدًا عن المرمى.
وبعد مرور الربع ساعة الأول، بدأ لاعبو المنتخب الوطنى فى استعادة الثقة وتناقلوا الكرة بسهولة وسط الملعب، وشنوا عدة هجمات، بدأها أبوتريكة فى الدقيقة ٢٧ عندما راوغ أكثر من لاعب، وتوغل داخل منطقة الجزاء ولم يجد بوقرة سوى إعاقته، أمام الحكم الذى تغاضى عن احتساب ضربة جزاء صحيحة للمنتخب..
ويواصل دانيال تحيزه الواضح لأصحاب الأرض ويشهر الكارت الأصفر فى وجه عمرو زكى رغم تغاضيه عن العديد من الكرات المشابهة للاعبى الجزائر.. ويسيطر لاعبو المنتخب الوطنى على مجريات الأمور تمامًا وتتوالى الهجمات عن طريق أبوتريكة وزيدان، ويحتسب دانيال تسللاً مشكوكًا فى صحته على محمد أبوتريكة المنفرد بالمرمى..
ويسدد أبوتريكة كرة قوية على يمين قواوى، يعقبها تسديدة قوية لزيدان على يسار الحارس الذى اكتفى بمشاهدتها، ورغم السيطرة الكاملة للاعبى المنتخب إلا أنه عاب عليهم اللعب الفردى وعدم تقارب المساحات.
ويحتسب دانيال ضربة حرة مباشرة فى الدقيقة ٤٤ من مسافة ٢٥ ياردة يسددها بلحاج فوق العارضة، ليطلق دانيال بعدها صافرته معلنًا نهاية الشوط الأول بتعادل المنتخبين دون أهداف.
تغير الحال مع بداية الشوط الثانى، وضغط لاعبو المنتخب الوطنى بعدما اكتسبوا الثقة، ويتناقل عمرو زكى وزيدان الكرة، لكن الأخير فشل فى التعامل معها أمام العرمى الجزائرى،
وبعدها فطن لاعبو الجزائر للمحاولات المصرية، واحتسب دانيال ضربة حرة لنذير بلحاج الذى لعبها عرضية يخطئها الحضرى بغرابة شديدة وينقذها أحمد سعيد أوكا من على خط المرمى، منقذاً فريقه من هدف مؤكد لرفيق جورى.
ويواصل لاعبو الجزائر الخشونة مع عمرو زكى، ويشهر دانيال الكارت الأصفر فى وجه عنتر يحيى فى محاولة للسيطرة على الأجواء، وتزداد الأمور سخونة داخل المدرجات ويبدأ الجمهور الجزائرى فى إطلاق الشماريخ النارية داخل الملعب ويكتفى دانيال بمشاهدتها.
ووسط هذه الأحداث يتسلم محمد شوقى تمريرة من محمد زيدان سددها بغرابة شديدة بعيداً عن مرمى قوادى.
ويعاود دانيال إخراج الكارت الأصفر فى وجه بلحاج لعرقلته أحمد فتحى.
وشهدت الدقيقة ٦٠ أحراز أول أهداف المنتخب الجزائرى بمجهود فردى لمتمور الذى توغل بالكرة دون أن يعترضه أحد من مدافعى المنتخب الوطنى وليسدد الكرة قوية على يمين الحضرى.
ويواصل دافع المنتخب الوطنى أخطاءه الفادحة ويحرز غزال الهدف الثانى لفريقه فى الدقيقة ٦٢ مستغلاً عرضية بلحاج المتقنة وخطأ هانى سعيد وعصام الحضرى الذى تسمّر تحت العارضة.
ويجرى حسن شحاتة أول تغييراته بإشراك أحمد حسن بدلاً من أوكا لتنشيط خطوطه، ويحاول لاعبو المنتخب السيطرة على مجريات الملعب لكن دون خطورة حقيقية على مرمی قوادى، ووسط تلك السيطرة يتلقى جبور كرة بينية رائعة من كريم زيانى ينفرد على أثرها ويودعها بسهولة من فوق عصام الحضرى، محرزاً الهدف الثالث للجزائر فى الدقيقة ٧٦.
ويجرى شحاتة تغييرين فى دقيقة واحدة بإشراك أحمد رؤوف وأحمد عيد عبدالملك بدلاً من زيدان وعمرو زكى فى محاولة لتقليص الفارق.
ولم ييأس لاعبو المنتخب الوطنى وهاجموا ونجح أبوتريكة فى إحراز هدف لحفظ ماء الوجه لمصر فى الدقيقة ٨٧، وبعد الهدف يسقط قوادى على الأرض لإضاعة الوقت المتبقى، ويحتسب دانيال خمس دقائق وقت بدل ضائع لكن دون جددى ليطلق الحكم صافرته معلناً فوز المنتخب الجزائرى بثلاثة أهداف مقابل هدف.