بعد مرور نحو ٣ عقود على رئاسته مصر، كتب الرئيس مبارك مقاله الصحفى الأول ونشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تحت عنوان «كيف ننجز سلامًا فلسطينيًا إسرائيليًا؟»، ووصفه خبراء وسياسيون بأنه رد على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وفى الوقت نفسه تحفيز لإدارة أوباما على ترجمة خطاب القاهرة إلى أفعال حقيقية.
يقول مبارك فى مقاله إن مصر كانت دومًا فى صدارة التحديات التى واجهت العرب، وعلى رأسها الصراعات الإقليمية وتضخم تيار التعصب والتطرف، وكانت أول مَنْ بادر بمد يد السلام لإسرائيل، وواجهت خطر الإرهاب، وبدأت عملية إصلاح لا يزال طريقها طويلاً.
ورسم الرئيس ما يمكن اعتباره رؤية مصرية لخطة السلام، تبدأ بحسم قضية الحدود الدائمة لدولة فلسطينية متصلة الأراضى على خطوط ١٩٦٧، ووقف توسيع المستوطنات تمهيدًا لإقرار حل الدولتين، وأخيرًا التطبيع الكامل مع إسرائيل المشروط بتسويات على المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية.
ووصف مبارك خطاب أوباما فى القاهرة بأنه نقطة تحول فى العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامى، معربًا عن تطلعه للعمل مع الرئيس الأمريكى لتبديد الانقسام بين أمريكا والعرب والمسلمين.
وتعاملت صحيفة «وول ستريت جورنال» مع مقال الرئيس بنفس طريقة تعاملها مع الشخصيات العامة التى تستكتبها، إذ نشرته بصيغة «بقلم: حسنى مبارك» وذيلته بتنويه نصه «السيد مبارك الرئيس المصرى».
وعلق وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، على مقال «مبارك» الأول بأنه يحاول تصحيح الانطباع الذى قد يترسخ لدى الغرب عن أن العرب يرفضون السلام إزاء ردود الفعل العربية الغاضبة بعد خطاب نتنياهو.
وقال عمرو الشوبكى، الخبير بالمركز نفسه، إن كتابة الرؤساء مقالات فى الصحف الكبرى أمر معتاد، وضرب مثالاً بمقالات الرئيس الفرنسى تسلم ايدكولا ساركوزى فى «لوموند».
وذكر الدكتور عمرو ربيع هاشم أن كلام الرئيس عن التطبيع الكامل يشير إلى أن لديه ضمانات عربية كافية فى هذا الشأن.