يبدو أن المصريين نسوا أن الحكم في قضية هشام طلعت مصطفي يصدربعد غد
الخميس25يونيو ( الرسالة وصلت الثلاثاء ) .
يبدو أن خيبة الأمل في المنتخب القومي لكرة القدم صدمتهم . أفقدتهم الوعي والذاكرة . أو شغلتهم عن واحدة من القضايا التي تصنع التاريخ المصري ..
قضية هشام تصنع التاريخ بالفعل , لانها تكشف بالدليل البات والقاطع, الوجه القبيح للقطاع الخاص المصري . هذا القطاع الذي افتري علي الله كذبا .
وافترس الناس سحتا , وأحتكارا , وربا , وغشا , وسرقة , واستغلالا .
واغتال بنظام القتل البطئ ألاف المصريين , الذين أكلوا قمحا فاسدا. وتناولوا لحوما نافقة , وتغذوا أسماكا مسرطنة , وتداو بأدوية مغشوشة ..
هشام أبن هذه الرأسمالية : لم يفتري فقط . بل قتل النفس التي حرم الله قتلها .. ومارس كل أشكال الأنحرافات الأخلاقية .. زنا وخمر وقمار وكذب وتدليس .
بعد هذه القضية , لن يقبل المصريون حكم الرأسمالية القبيحة والمتوحشة
مهما طال الزمن ..
الرأسمالية القبيحة تأكل بعضها البعض , فهي لاتعرف قيم الخير والتراحم ..
بل تمارس قيم الشر والغدر والسفالة ..
منذ أسبوعين أو ثلاث نشرت البشاير مقالا بعنوان ( عائلة هشام طلعت
مصطفي باعته مقابل الثروة ) .. واكدت الفجر مضمون هذا المقال تحت
عنوان : هل فرح طارق طلعت مصطفي بالحكم باعدام شقيقه هشام؟..
وجاء في نص مقال الفجر :
يلعب الفأر في عب عدد متزايد من المصريين من موقف طارق طلعت مصطفي من شقيقه هشام.. لا نقول إنه فرح في الورطة التي وضع الشقيق الاصغر نفسه فيها، ويمكن ان تنتهي به إلي حبل المشنقة..
ولكن نقول ان الرأي العام صدم في تصريحاته لبرنامج «القاهرة اليوم» حينما قال: «إنه فوجئ مثله مثل غيره بما حدث» وكان متوقعا ان يقول ولو علي سبيل العلاقة الاخوية: «ان هشام الذي يعرفه ورباه لا يمكن ان يفعل ذلك« وهي عبارات استعملتها عائلة محسن السكري في الاحاديث التي اجريت معها.
ويصعب قبول فكرة المفاجأة منه , ففي اوراق القضية انه سافر الي لندن مع هشام مقابلة سوزان تميم واعادة المياه الي مجاريها بينها وبين شقيقه، ولكنها رفضت مقابلتهما.
وفي الوقت نفسه شعر الرأي العام بمدي صدمة شقيقتهما سحر التي خرجت من المحكمة بعد سماع الحكم وهي منهارة لا تقوي ساقاها علي حملها.. اما الام فكان الله في عونها.. فهي تعيش علي الحقن المنومة.. ورغم ذلك تستيقظ فزعة وكأنها مصابة بالصرع.. وكل ما تحلم به ان يبقي ابنها علي قيد الحياة ولو بقي في السجن طول عمره.
ولم يشأ طارق ان يتخلف عن الذهاب الي مجلس الشعب ويرصد المراقبون
لحركته تحت القبة انه لم يكن متأثرا.. وتبادل مع بعض الاعضاء الحديث الذي
لا يخلو من المرح احيانا.. وكأن المحكوم عليه ليس شقيقه.. وسر نجاح
الشركة التي يديرها بدلاً منه.
لقد سمعنا عن خلافات وصلت الي حد المشاجرات بين طارق وهشام في زيارة السجن.. لكننا لم نصدق ان تلك الخلافات يمكن ان تصل الي الشعور غير المريح الذي وصل الينا من طارق تجاه هشام.
ونحن نتفهم حرص الشركة علي مستقبلها , ونتفهم كل ما فعلت من اجل ذلك , لكن وصل للناس شعور خفي بأن طارق المهيمن علي الشركة , لاآن تهمه الشركة اكثر مما يهمه شقيقه ولو بالكلام، ان مشاعر الأخوة اكبر من شركات الدنيا مهما كبرت وعلت والله يعطيك العافيهبت وتفرعت وتنوعت.
انتهى نص الفجر ، وتاكدت معلومات الفجر فى رسالة اخرى .
نشرت الاهرام يوم 21 يونيو عزاء من عائلة طلعت مصطفى الى عائلة
الاستاذ جودت همام . العزاء باسم الاسرة وليس الشركة ، حتى لا يحاجج
البعض بانه عزاء بروتوكولي . وبالتالى فان ترتيب الاسماء بروتوكولي .
جاء ترتيب العزاء على النحو التالي :
طارق طلعت مصطفى اولا .
ثم هانى طلعت مصطفى ثانيا .
ثم هشام طلعت مصطفى ثالثا.
وكان ترتيب هشام فى اى عزاء عائلي ياتى اولا حتى بعد سجنه .
نفس العزاء يكشف عن الخلافات الناشبه بين سحر طلعت مصطفى وشقيقيها طارق وهانى .
سحر نشرت عزاء مستقلا باسمها واسم زوجها الدكتور ايهاب نادي .
هكذا تتاكد الواقعة ان العائلة باعت هشام . وردته اسفل سافلين . وتنتظر
إعدامه، حتى تتقاسم تركته .
انها اخلاق الراسمالية القبيحة والفاجرة وبئس المصير