زعيم المجاهدين فى سيناء، سالم سليمان حسن أبوغنايم، شيخ مشايخ قبائل سيناء، وأحد مدنيين اثنين حصلا فى مصر على نوط نجمة سيناء، استعانت به المخابرات المصرية بعد نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧ ضمن ١١٠٠ بطل مدنى من بدو سيناء، وتم تدريبهم على استخدام الألغام والمتفجرات والقنابل وأعمال الهجوم ضد إسرائيل، فكبدوها خسائر كبيرة فى الجنود والمعدات، فتم تأسيس جمعية باسم هؤلاء الأبطال، أطلق عليها «مجاهدى سيناء».
وكان الشيخ سالم زعيمها، وهو كذلك الذى رفض تدويل سيناء وفضح اليهود والأمريكان أمام وسائل الإعلام، الغربية فى مؤتمر الحسنة الذى عقد عام ١٩٦٩، الذى كانت تطلب فيه إسرائيل وأمريكا فصل سيناء عن مصر واعتبارها منطقة مستقلة، فاعتقلته إسرائيل ١٣ عامًا وحصل على نجمة سيناء أثناء فترة اعتقاله.
«المصرى اليوم» التقت الشيخ سالم أبوغنايم بمناسبة احتفالات أعياد تحرير سيناء، وكشف عن أن بدو جنوب سيناء أصبحوا عاطلين بسبب غياب فرص العمل بعد أن أهملتهم الدولة ورفعتهم من خريطتها السكانية، مشيرًا إلى أن أصحاب الفنادق والقرى السياحية فى جنوب المحافظة يوظفون أقاربهم وأصحابهم بالواسطة، فأصبح البدو لا يجدون ما يعينهم على الحياة فلجأوا إلى زراعة وتجارة المخدرات والاتجار فيها.
وقال الشيخ سالم: «إن المخدرات دمرت شباب ورجال جنوب سيناء بعد ارتفاع عدد المدمنين بصورة كبيرة وانتقلت للمخدرات من التجارة إلى التعاطى».
وأضاف: «إن سيناء اشتهرت على مستوى عالمى بزراعة المخدرات ووصلت كمية المساحات المزروعة فى منطقة أبوزنينة وحدها إلى خمسة آلاف متر مربع، حتى إن بعض الأجانب والعرب حولوها إلى سياحة المخدرات، وأصبحت محافظات مصر تستوردها من سيناء، فضلاً عن إدخال أنواع جديدة من (البرشام) إلى المحافظة وأصبح يغزو السوق السوداء حاليًا».
وأشار سالم إلى أن إسرائيل هى التى أدخلت المخدرات إلى سيناء وزرعتها بمساحات واسعة من خلال تكنولوجيا وراثية حديثة تسمح بنمو المخدرات بصورة عشوائية حتى وإن لم يتم تجديد زراعتها، وهو ما وصفه بعض المسؤولين بأنه نبات عشوائى كنوع من تجميل الصورة، لكنه فى الأصل زُرع بفعل فاعل، والدليل على ذلك أنه قبل عام ١٩٦٧ لم يكن هناك أثر للمخدرات.
وأضاف أنه خاطب جهات رسمية عديدة بسرعة إنقاذ شباب سيناء من الإدمان، وعمل برامج توعية بخطورة تعاطى المخدرات من خلال الندوات أو التوعية الدينية بالمساجد، بعد أن أصبح الوضع متدهورًا للغاية ولقى كثير من الشباب مصرعهم نتيجة تعاطى جرعات كبيرة من المخدرات، والمتبقيون يعانون الآن أمراض الدم والمخ ولا يستطيعون العمل.
وأكد أن الحكومة هى السبب الرئيسى فى الصورة الإجرامية التى يرسمها الناس عن بدو سيناء بعد أن اتخذتهم كبش فداء لأى جرائم تحدث أو ترتكب على أراضيها، وصدرتهم فى وجه هذه الجرائم، وما خدم هذه الصورة الإجرامية لدى الناس، هو غياب التعليم بين قبائل البدو الذين أصبحوا عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم وتقديم الحجج المقنعة وهو ما استغلته الحكومة وأصبحت توجه لهم الاتهامات كما تشاء.
وأضاف: «إنه على الجانب الآخر يوجد أشخاص كثيرون فى الدولة يتمتعون بمصداقية عالية فى نقل الصورة الحقيقية لبدو وقبائل سيناء مثل الكاتب الكبير حسنين هيكل، فعلى الرغم من المستوى العلمى المتدنى لقبائل البدو وعدم إلمامهم بالثقافة ومتابعتهم لوسائل الإعلام، فإن بعضهم يتابع أحاديث هيكل على شاشات التليفزيون، نظرًا لأن أجداده درسوا تاريخ قبائل البدو على مدار سبع سنوات كاملة، سرحوا معهم فى كل الأماكن وسجلوا تاريخًا صحيحًا عن البدو.
وقال الشيخ سالم: «إن توطين بدو الشمال بين قبائل الجنوب لا يمثل مشكلة كبيرة لأن قبائل جنوب سيناء معروفة ولا تسمح بأى عنصر غريب يتواجد بينها، ولفت إلى أن هناك جبلاً يسمى (التيه) يفصل بين جنوب سيناء وشمالها ويعيش عليه ثمانى قبائل هم: الصوالحة والعليقات والحمارة ومزينة وبنى واصل والقرارشة وولاد سعيد والجبالية، هذه القبائل مسؤولة عن حفظ الأمن بين الشمال والجنوب وإعادة أى مسروقات يتم تهريبها أو وضع حد لأى تجاوزات تحدث من أحد الطرفين».