رام الله (الصفة الغربية) (ا ف ب) - قال مسؤول فلسطيني الاثنين ان مصر قدمت الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورقة جديدة تنص على توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية قبل الخامس والعشرين من هذا الشهر، وارجاء الجلسة الاحتفالية.
وقال الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي لوكالة فرانس برس "اعلمنا بالمقترح المصري الجديد، بان يرسل كل فصيل فلسطيني توقيعه على المقترحات المصرية، وتأجيل الجلسة الاحتفالية الى موعد اخر".
واضاف الصالحي "المقترح المصري ارسل الى الرئيس عباس بصفته رئيسا، واعتقد انه سيتم بحث هذا المقترح في اطار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكن بحث هذه الورقة لدى منظمة التحرير لا يعني تجاهل مواقف الفصائل الاخرى".
وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الاحمد ان القيادة الفلسطينية وحركة فتح ستدرسان الطلب المصري اليوم.
واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب موجه الى الشعب الفلسطيني مساء الاحد في رام الله حركة حماس ب"التهرب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية"، في حين رات حماس في خطاب عباس "محاولة للتهرب من مسؤولياته تجاه فضيحة غولدستون".
وقال عباس في خطابه المتلفز "ندرك ان حملة حركة حماس (حول تأجيل نقاش تقرير غولدستون) كشفت عن اهدافها (حماس) للتهرب من استحقاقات المصالحة الوطنية ولتكريس الامارة الظلامية في قطاع غزة".
واعتبر الرئيس الفلسطيني ان حملة حماس هي "لصالح مشروع مشبوه يتساوق مع مخططات اسرائيل لاضعاف السلطة الوطنية، واقامة الدولة ذات الحدود الموقتة ويخدم محاولات صرف الانظار عن معركة القدس ومواجهة الاستيطان".
من جهتها اعتبرت حركة حماس خطاب الرئيس عباس "مسموما ويستهدف المصالحة". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لفرانس برس "هذا الخطاب مسموم، انه محاولة للتهرب من مسؤولياته تجاه فضيحة غولدستون".
واتهم برهوم الرئيس عباس بانه "حاول حرف الراي العام الفلسطيني من فضيحة غولدستون تجاه حركة حماس" وان خطابه "يستهدف حركة حماس بالدرجة الاولى ويستهدف المصالحة".
من جانبها رات حركة الجهاد الاسلامي في بيان ان "مبررات ابو مازن لتاجيل التقرير واهية وضعيفة ومحاولة للتنصل من المسؤولية". من جهة ثانية اعتبر رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الاحمد ان خطاب عباس "صريح وواضح، اذ ان الرئيس لم يستبق نتائج لجنة التحقيق التي شكلها لمعرفة ظروف عدم مناقشة تقرير غولدستون".
واضاف الاحمد ان عباس "وضع نفسه امام لجنة التحقيق ونأمل ان تكشف هذه اللجنة الحقيقة للجميع" مشددا على ان التقرير "لم يسحب من مجلس حقوق الانسان وان التقرير قائم والان المهم تفعيل التقرير".
واتهم الاحمد حركة حماس بانها "اعتادت البحث عن اي ذريعة لعدم انهاء الانقسام واليوم حماس استخدمت تقرير غولدستون ذريعة لتعميق الانقسام بدل التوحد في مواجهة الاحتلال".
وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح رفضتا الاحد اقتراح حركة حماس تاجيل موعد المصالحة الفلسطينية الذي كان مقررا في 26 من الشهر الجاري، واتهمتا حماس بتعطيل هذه المصالحة.
وحول ملابسات قرار ارجاء مناقشة تقرير غولدستون امام مجلس حقوق الانسان قال عباس ان "قرار التأجيل جاء بناء على توافق مختلف المجموعات في مجلس حقوق الانسان بصرف النظر عن انكار الكثيرين" من دون ان يذكرهم.
وتابع عباس الذي كان تعرض لحملة قاسية اتهمت فيها السلطة الفلسطينية بانها طلبت ارجاء البحث في التقرير "لم اكترث للمهاترات التي وصلت الى مستوى غير مسبوق من حركة حماس وبعض القوى وبعض وسائل الاعلام ورفضنا ونرفض الانزلاق لهذا المستنقع المسمم لقيم مسيرتنا الوطنية".
وبعدما اشار الى انه اعطى تعليماته لتشكيل لجنة تحقيق قال عباس "سنلتزم بنتائج اعمال اللجنة واؤكد اذا وجدت اللجنة اي خطأ قد وقع للتأجيل فلدينا من الشجاعة لتحمل المسؤولية والقول اننا قد اخطأنا".
وتابع الرئيس الفلسطيني "اعطيت تعليماتي لسفيرنا في جنيف للاتصال بدول المجموعات المعنية لعقد اجتماع استثنائي لبحث التقرير والتصويت عليه وكذلك لسفيرنا في الامم المتحدة للتحرك على صعيد مجلس الامن والجمعية العامة وصولا الى معاقبة كل من ارتكب ابشع الجرائم ضد اطفالنا ونسائنا بخاصة في قطاعنا الحبيب".
وقال عباس "رفضنا بشدة شطب او تعديل او تغيير فقرات في مشروع القرار (للتصويت على تقرير غولدستون) لاننا اعتبرنا التعديلات والتغييرات والتحفظات تفرغ القرار من مضمونه".
ويتهم تقرير القاضي ريتشارد غولدستون اسرائيل خصوصا بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ممكنة ضد الانسانية" خلال حربها على قطاع غزة في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين.
ويوصي التقرير مجلس الامن الدولي بمراجعة مدعي عام المحكمة الجنائية في حال لم يتحقق اي تقدم خلال ستة اشهر في التحقيق الذي سيجريه كل طرف من الطرفين.
وسيطرح تقرير غولدستون في 14 تشرين الاول/اكتوبر امام مجلس الامن في اطار نقاش عام حول الوضع في الشرق الاوسط بطلب من ليبيا وبدعم من المجموعة العربية ومجموعة دول عدم الانحياز.
وكان ممثل السلطة الفلسطينية في جنيف اعلن الخميس ان الفلسطينيين يريدون "باسرع وقت ممكن" عقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة من اجل تبني تقرير بعثة غولدستون حول الهجوم الاسرائيلي على غزة.