علمونا في علوم السياسة قاعدة ذهبية لقياس جوهر النظم الحاكمة . وبيان مدي فسادها أو عدالتها .
من يملك يحكم ..
تفسير القاعدة ببساطة : عندما يملك الرأسماليون موارد البلد , فانهم يشكلون بالضرورة قاعده الحكم
وعندما يملك الاقطاعيون موارد البلد فانهم يشكلون الطبقة الحاكمة.
وحتي عندما يملك العشوائيون موارد البلد فانهم يشكلون الطبقة الحاكمة.
من يملك يستطيع أن يصل إلي البرلمان بفلوسة . وقد شاهدنا ذلك في مصر , بشكل واضح , لا لبس فيه .
ومن يملك يستطيع أن يصل الي مراكز صناعة القرار التنفيذي بفلوسه أيضا . يستطيع أن يشتري الوزراء والمحافظون وكبار رجال الادارة . وقد شهدنا ذلك بوضوح لا لبس فيه ..
ويسنطيع أن يصل الي مركز الادارة بنفسه . وبدون وكلاء . اليس لدينا رجال أعمال ووزراء ..
من يملك يستطيع ان يشرع , ويصدر القوانين والقرارات , لتأمين مصالحه بغض النظر عن مصالح الاغلبية الساحقة من الجماهير.
وعلي السلطة القضائية في كل الاحوال ان تلتزم بالقوانين الصادرة عن البرلمان . وأن تحكم بما جاء به المشرع . وأن تغض الطرف عن مصالح الأغلبية , فهمي تحكم بالقانون , وليس بالعواطف أو الانتماءات الطبقية ..
بهذا التصور يمكن قراءة الحلقة المثيرة التي بثتها قناة الحياة أمس حول : شرعية الدية .
ويتم تشريع الدية , لحساب واحد من اطراف الطبقة الحاكمة ..
القوي الحاكمة تسعي لتأمين البراءة لهشام طلعت مصطفي , لأنه القوي الحاكمة , ولا يجوز التفريط به في قضية جنائية ..
ولهذا دشنت حملة منظمة عن طريق اجهزة الاعلام المختلفة , لتهيئة الرأي العام , وتأهيله , لقبول تغيير القانون المدني والجنائي .
الهدف في كل الحالات السماح بدفع الدية بضمان البراءة . هكذا تحدث رئيس هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفي .. أمام المشاهدين لحلقة الحياة اليوم أمس ... شاهد الفيديو ..
ربما تنجح القوي الحاكمة والمالكة في تحقيق ما تريد . ويخرج هشام طلعت مصطفي من القضية بريئاً لأنه يملك وقادر علي دفع الدية.
لكنه ما حكم القانون الذي يفكرون فيه , بالنسبة للفقراء الذين يرتكبون الجرائم .. كيف يدفع الفقراء الدية.
وما حكم القانون في تجار المخدرات والمهربين و الذين يرتكبون جرائم القتل العمد والتصفيات الجسدية . هل يسمح لهم القانون بدفع الدية لضمان البراءة.
ما حكم القانون لو إن غنياً من الملاك الحاكمين طمع في زوجتك , وقتلك, ليخلو له الجو . إنه سيدفع الدية ويفوز بزوجتك.
يا ملاك مصر .. ويا حكام مصر.. جهنم مفتوحة لكم في الأرض والسماء .. ولو كنتم في قصور مشيدة ..