لم يكن إعلان السلطات المصرية فى السابع من ابريل القبض على تنظيم شيعى له علاقة بحزب الله مفاجأة فالمتابع للشأن المصري يعلم يقيناً بوجود تسلل شيعى ايرانى الى مواقع كثيرةفى مصر
صحيح أن هذا التسلل منذ فترة كبيرة فى مصر خاصة بعد ماسمى ثورة الخمينى فى عام 79 لكنه زاد بعد العدوان الأمريكي على العراق ولجوء كثير من الشيعة العراقيين لمصر وظهور محاولاتهم الواضحة بنشر تشيعهم ولكن كانت أبرز المحطات هى محطة حرب يوليو 2006 فى لبنان ومحاولة ظهور حزب ايران بموقف بطولى نشأ على أثره تفعيل حركة تعاطف جماهيري فى مصر عن طريق بعض المؤيدين للحزب فى الإعلام المصري وشهدت نقابة الصحفيين المصرية تواجد لممثلي حزب ايران عبر ندوات عقدت فى النقابة وكان مستغربا جدا هو السكوت الحكومى على التسلل الشيعى العلنى المناهض لدين الشعب المصرى المسلم السنى وكان قمة التسلل هو تصريحات مفتى الديار حول الترحيب بما يسمى المذهب الشيعى رغم أن الحقيقة ان لفظ مذهب هو تلاعب واضح فالشيعة فرقة ضالة وقد قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية عندما سئل عن الشيعة الرافضة؟
ج1- هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين ، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين ، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين .
ومع حزب ايران وتحديداً مايثار عن القضية المذكورة لنا وقفات
أولاً - بداية نتوقف مع ماجاء فى البيان التأسيسي لهذا الحزب بعنوان " من نحن و ما هي هويّتنا ؟ " عرّف الحزب نفسه فقال : ( ... إننا أبناء أمّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران , وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم ... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط ,كل واحد منا يتولى مهمته فى المعركة وفقا لتكليفه الشرعى فى اطار العمل بولاية الفقيه القائد أية الله روح الله الموسوى الخومينى 0نحن فى لبنان لانعتبر انفسنا منفصلين عن الثورة فى ايران ) من الواضح العلاقة الوثيقة التنظيمية قبل الدينية بين الحزب وايران فهو ابن من أبنائها المطيعين ومن ثم أى ادعاء ينفى علاقة الحزب بايران فهو كذب أوضح من ضوء الشمس فى منتصف النهار
ثانيا ً – الحزب هو يد ايران والوجه الذى يتجمل بشعارات المقاومة نجح فى التسلل الى الاعلام فى مصر وأوجد له طائفة من النافذين فى الصحف والذين عملوا على خلط كل المعايير من أجل الترويج للحزب والفكر الشيعى فى مصر حتى وصل الأمر بالكذب على الشيخ شلتوت وادعاء أنه قال أنه يجوز التعبد بالمذهب الشيعى وهو مانفاه مؤخرا الشيخ القرضاوى والشيخ احمد العسال بصورة قاطعة قائلين نتحدى من قال ذلك أن يأتنا بالمصدر فنحن تلاميذ الشيخ شلتوت وأعلم الناس به فضلاً على أنه لايجوز مطلقاً التعبد بالفكر الشيعى للخلاف العقدى والفقهى الواضح
ثالثا – عقب نشر الإعلان عن القضية تبارى أنصار الحزب ومروجى فكره بتكذيب كل حرف فى القضية بدون أى تدقيق فى الوقت الذى يهلل فيه بعضا ً منهم للقبض على أى شاب مسلم ظلماً ويفتحون صفحاتهم للحديث عن الإرهاب ونقد الفكر والدعوة السلفية
ولايفوتنى الإشارة الى أن جماعة الاخوان انساقت وراء الحديث عن تلفيق القضية بدون الإشارة الى وجود تسلل حقيقى للشيعة فى مصر ثم كانت المفاجأة عندما ظهر أمين الحزب ليؤكد أن المتهم سامى شهاب عضو بالحزب وأنه كان ينقل دعما لأهالى غزة ومع تلك القضية نقف عند عدة نقاط 1- اعتراف الحزب بإرسال عضو هو اعتراف باختراق مصر وتجاوز قوانينها بوضوح وينفى التلفيق ويؤكد جزء مهم جداً فى القضية بخلاف أنه يفضح كذب حسن نصر ايران عندما نفى أى اختراق للحزب فى البحرين واليمن 2- اعتراف نصر ايران أن سامى شهاب له علاقة بحوالى عشرة يعطى دلالة على وجود حقيقى للتنظيم ولكن الحكومة ربما بالغت فى العدد مما أضعف شى ءما من القضية رغم حقيقتها التى أكدها نصر ايران بنفسه
3-الخلط بين دعم المقاومة ونشر الفكر الشيعى والقيام بعمليات عدائية أعطى لحزب ايران بطولة لا يستحقها فى دعم المقاومة وسمح بالحديث عن تلفيق القضية ومن ثم ظهر نصر ايران يدعى شرف بطولة كذباً والشيعة يزايدون فى دعم المقاومة لجلب تعاطف جماهير السنة واخفاء وجههم الشيعى القبيح المعادى لأهل السنة
ومن المعلوم أن أهالى سيناء والعريش كلهم من أهل السنة كانوا ومازالوا يدعمون اخوانهم فى غزة بكل الطرق ولا يحتاجون دعم لوجستى شيعى كان أولى أن يقدم للمقاومة عبر الجنوب البنانى الذى يقف فيه الحزب حامياً لحدود العدو وعندما أطلقت صواريخ دعماً للمقاومة أثناء العدوان على غزة نفى الحزب نفياً قاطعاً أى صلة بها
4- يبقى الحكم على الوقائع الجنائية مرتهناً بمعرفة التفاصيل التى أعتقد أنه لم ينشر منها الكثير وتبقى الكلمة الأخيرة للقضاء
رابعاً -كان لافتاً جداً المتابعة الإعلامية لقناة الجزيرة للقضية وهو ما لم يحدث مع قضايا كثيرة فى الفترة الأخيرة اتهم فيها كثير من الشباب اتهامات عشوائية وكان واضحاً تلفيقها ومع ذلك لم تعطها الجزيرة أى اهتمام مما يرجح أن التفاعل له علاقة بالخلاف المصرى القطرى فضلاً عن الوجود الشيعى بالقناة مما يلقى بظلال على حيادية القناة
وأخيرا ً بعيدا ً عن الخلاف السياسى بين مصر وايران
الحقيقة الواضحة أن الشيعة نجحوا فى اختراق أماكن كثيرة فى العالم لنشر التشيع وإحداث القلاقل كما حدث فى اليمن والبحرين ومؤخراً فى السعودية وبالنسبة لمصر فحزب ايران موجود فى مصر وله عملائه المعروفين والمطامع الإيرانية فى مصر لن تتوقف وذلك بسبب استغلال الشيعة للإعلام المسموح به للجميع إلا الإسلاميين والضغط الأمنى على الإسلاميين السّنة
لذلك فالمواجهة الأمنية لها حدودها عند تجاوز القوانين لكن مواجهة التسلل الشيعى بكل مخططه هو مهمة الدعاة والمثقفين الإسلاميين السّنة الذين يجب أن يساندهم موقف سياسى قوى من الحكومات تجاه قضية المقاومة الفلسطينية خاصة والعلاقة مع العدو الصهيونى فهما أكبر ثغرة سياسية يتسلل منها الشيعة بسبب ضعف الموقف الحكومى الذى يجب أن يعى أن حرية الدعاة هى أكبر ضمان للأمن القومى لأي بلد اسلامى