وسط دعوات ٨٠ مليون مصرى لتحقيق الفوز وقطع خطوات كبيرة فى طريق التأهل لمونديال ٢٠١٠ فى جنوب أفريقيا، يخوض المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم مواجهة صعبة ومصيرية أمام نظيره الجزائرى عند الثامنة والنصف مساء اليوم «الأحد» بتوقيت الجزائر، العاشرة والنصف بتوقيت القاهرة، على أرض ملعب تشاكر بمدينة بليدة الجزائرية، وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا ٢٠١٠.
تحظى المباراة بأهمية خاصة من الجانبين، وحساسية مفرطة، خصوصاً أن مباريات المنتخبين تكون أشبه بمعركة، حيث تسبقها عاصفة من التصريحات والحرب النفسية، ويعتبر الطرفان الفوز فى مباراة اليوم هو الطريق نحو مواصلة المسيرة لانتزاع بطاقة التأهل فى ظل تشابه الظروف، حيث تعادل المنتخب الوطنى مع زامبيا فى كبرى مفاجآت المجموعة، فيما تعادل المنتخب الجزائرى مع رواندا.
يدير اللقاء طاقم تحكيم من جنوب أفريقيا بقيادة دانيال بينيت فرايز ويعاونه مواطناه ماليبو توكو وانجيت بوغيش.
يتسلح المنتخب الوطنى بكامل قوته، وشهد المعسكر حالة من التفاؤل بعد نجاح حسن شحاتة، المدير الفنى، فى شحذ همم اللاعبين وعلاج الأخطاء التى وقع فيها اللاعبون خلال مباراة زامبيا فى الجولة الأولى، كما تعاهد اللاعبون على بذل قصارى جهدهم فى اللقاء، ووعدوا بالعودة إلى مصر بنقاط المباراة الثلاث.
كما حرص الجهاز الفنى على مشاهدة تسجيلات فيديو لآخر مباريات المنتخب الجزائرى لمعرفة نقاط القوة والضعف به، ولوضع الخطة المناسبة، وفرض شحاتة سياجاً من السرية على التدريبات، خوفاً من العيون الجزائرية، لرغبته فى مفاجأة أصحاب الأرض، ومنع اللاعبين،
منذ وصول البعثة، من الإدلاء بأى تصريحات إعلامية، وحذر شحاتة لاعبيه من الانسياق وراء الاستفزازات الجزائرية أو التأثر بهتافات الجماهير التى ظلت طوال اليومين الماضيين تهتف لمنتخب بلادها طوال الليل أمام الفندق، الذى يقيم فيه المنتخب الوطنى، فى إطار الحرب النفسية التى يعتمد عليها الجزائريون دائماً.
يعول حسن شحاتة على خبرة لاعبيه فى مثل هذه المباريات الصعبة، خصوصاً المحترفين، كما أنه يملك البدائل الجاهزة فى كل مركز، ورغم ذلك تشير الدلائل إلى أن المدير الفنى لن يغير كثيراً فى التشكيلة الرئيسية المعروفة عن المنتخب، ومن المنتظر أن يدفع بعصام الحضرى فى حراسة المرمى وأمامه محمود فتح الله، وائل جمعة، هانى سعيد،
وفى اليمين أحمد المحمدى، واليسار سيد معوض، وفى الوسط محمد شوقى، حسنى عبدربه، أحمد حسن، وأمامهم محمد أبوتريكة وعمرو زكى.. قامت السلطات الجزائرية بتأمين المنتخب الوطنى جيداً وخصصت ثلاث عربات شرطة لمرافقته فى تحركاته من الفندق إلى ملاعب التدريب.
من جانبه، أكد شوقى غريب، المدرب العام للمنتخب، أن جميع اللاعبين جاهزون للمباراة، ولديهم إصرار كبير على تحقيق الفوز، وأوضح أن المنتخب سيلعب للفوز من بداية المباراة، وقال: ما يهمنا هو تنفيذ اللاعبين التعليمات التى تطلب منهم على أكمل وجه لتحقيق هدفنا، خصوصاً أن المنافس سيلعب أيضاً للفوز، وقال: إن أى نقطة لها ثمن فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم. وأشار إلى أن لاعبى المنتخب لديهم الخبرة والمقدرة على تحمل الضغوط النفسية الصعبة.
وأضاف غريب: كرة القدم لم تعد فيها أسرار، وأصبح كل فريق يعرف أسرار الآخر، لكن من الصعب على الجزائريين أن يعرفوا خططنا كاملة من خلال التدريبات، لأن هناك أموراً تكتيكية تكون خاصة بنا كجهاز فنى يصعب على المنافسين معرفتها بسهولة، وأشاد غريب بأرضية ملعب البليدة، وتمنى أن يحالف التوفيق المنتخب فى المباراة.
على الجانب الآخر، يدخل منتخب الجزائر اللقاء وسط حالة من الحذر والضغط النفسى الذى فرضته عليه الجماهير التى لا تقبل عن الفوز بديلاً، وهو ما أقلق رابح سعدان، المدير الفنى، الذى اعترف فى تصريحاته الأخيرة، بخوفه من ردود فعل الجماهير فى حالة الخسارة أو التعادل، وطالب الشرطة بحمايته وأسرته،
كما أنه واجه صعوبة فى إحداث حالة من الانسجام بين اللاعبين بسبب تأخر وصول المحترفين من أنديتهم، وهو ما أكدته أيضاً تصريحاته الأخيرة، وفضل المدير الفنى إقامة معسكر فى فرنسا للابتعاد عن الضغوط الجماهيرية، وعاد عصر الجمعة، وأجرى تدريباته فى ملعب الناحية العسكرية ببليدة، ورفض سعدان حضور الجماهير، وطالب الأمن بمنع أى مشجع من الاقتراب من المعسكر.
ويعتمد المدير الفنى على المحترفين كريم زيانى، المحترف فى أولمبيك مارسيليا الفرنسى، ونذير بلحاج «بورتسموث» ويزيد منصورى «بوخوم الألمانى» وعبدالقادر غزال «سينا الإيطالى» وعامر بوعزة «برمنجهام الإنجليزى»، بالإضافة إلى حسين إيشو الملقب بالحرامى نظراً لنجاحه فى إحراز هدف الفوز لمنتخب بلاده على المنتخب الوطنى عام ٢٠٠٤ فى كأس الأمم الأفريقية بتونس،
ومازالت الجماهير الجزائرية تتذكر الهدف، حتى إنهم يقولون لكل مصرى يقابلونه إيشو يا حرامى، وهو ما فعلوه أثناء استقبالهم المنتخب الوطنى فى مطار الجزائر ظهر الجمعة الماضى، وكان اللاعب قد أدلى بتصريح نارى مؤخراً لجريدة «الفجر الجزائرية»،
قال خلاله: أعرف أن مصر كلها تهابنى، وأعلم جيداً ما الذى تنتظره منى الجماهير الجزائرية، ولا أريد أن أخيب ظنهم فىّ، خاصة أنهم مازالوا يرون فى إيشو المنقذ الأول أمام مصر عام ٢٠٠٤. وأعرب إيشو عن أمله فى المشاركة والتسجيل فى مرمى عصام الحضرى، كما فعل ذلك سابقاً فى سوسة بمشاركة الحارس المعتزل نادر السيد، مشيراً إلى أن الكلمة الأخيرة ستكون للمدرب سعدان الذى لا يتعامل بالعاطفة وإنما يتعامل بالاحترافية.
هنا الجزائر
■ حاول أحد المشجعين الجزائريين اقتحام فندق ميركير الذى تقيم فيه بعثة المنتخب الوطنى لمقابلة محمد أبوتريكة، لكن الشرطة تصدت له ومنعته.
■ الجماهير الجزائرية أبدت تخوفها من إقامة اللقاء على ملعب بليدة، الذى تعتبره «نحس» على المنتخب، حيث لم يفز بأى مباراة عليه منذ سنوات، كانت الجماهير تتمنى إقامة المباراة على ملعب ٥ يوليو لتفاؤلها به.
■ أعداد كبيرة من الجماهير الجزائرية ظلت تهتف وهى تحمل أعلام الجزائر أمام فندق المنتخب الوطنى، كما طافوا بالسيارات حول الفندق ولم تتدخل الشرطة لتفريقهم.
■ عمرو زكى، نجم المنتخب الوطنى، طلب عقب وصوله الجزائر خط موبايل جزائرى للاتصال بأسرته، وقام الإعلامى الجزائرى خالد مكير بشراء الخط وأهداه له.
■ حسن شحاتة كلف شوقى غريب بالتحدث للبعثة الإعلامية خلال اليومين الماضيين، مفضلاً التركيز فى المباراة.
■ عصام الحضرى ظهر بمستوى جيد خلال التدريبات، وتألق بشكل لافت طمأن أعضاء الجهاز الفنى، وحرص أحمد سليمان على الإشادة به.